لا تنعوا الأمل , فالفجر قادم ..

على جنح الخيال المحلِّق فوق آلام الناس وجراحهم, وبينما كانت الشمس ترثي فراق الحبيب وتبكي طول الغياب وحرقة البعد الأليم.
كان قلبي قد التقى بصوت ِ أشعَّتها و قد تلطَّخت بجراح ٍ تتلوها جراح, و سافرت معها على بساط حزنٍ ودع محطات عزٍّ رُسِمت على ثرى الأرض التي أشرقت فيها زمنا طويلا وباتت اليوم أحلام حرية ننام على أمجادها ونستيقظ على اختفائها ∙
نظرت إلى السماء بعيني لاجئ فقد الأرض و العزَّ و الأمجاد .
و على درب مشاعر ٍ خطفتُ أوقاتها من الزمن ... تردّدت على سمعي أنَّات صوت ٍ جريح اخترق فؤادي ملامساً ألم الضّمير و ذلّه , لسان الشمس تحرّك مقتحماً أذنا ً أصمَّتها أيدي الجاهلين ,
و تضاربت أشعّتها الحمراء تروي قصَّة الفراق و تحكي وقت الأصيل رواية غروب ٍ لن تشرق غدا ً إلا على آلامها .
وبدأت تأنُّ وتقول : " نام الذين لأجلهم أشرقت , غاب الحبيب فكيف لي بلقائه ؟! ,فرياح الهوان عصفت بيننا , و تطبيق شرع الذي خلقني ما عاد موجوداً .., أين العزُّ يا أمَّة الإسلام !! , أين الطهر الذي ساد أرضاً عشقتها فكنت نورها حتى تحطم فتعاهدت عليه مع أهلها!! ∙
نقضوا العهود , فكيف لي بالوفاء !! , و هل قدّر الله الحياة للأموات !!.
ليس للظالم من إشراق , و النُّور اليوم رهن العادلين في أيِّ مكان .
قرونٌ تمضي , وأحلام بسمتي اُعتقِلت في سجن سحابة الذُّلِّ التي حجبتني عن الأحباب و حبست نوري في فمها الظالم .
يا أرضُ أين رجالك , و أين الذين اُستخلفوا فيك ؟!!
موكب الحضارة سار , و ما زالت أمَّة الإسلام ترثيه , و تنظر إلى أشرعته من شاطئ ٍ بعيد .
زمن التقدم يكبر و يكبر , و أحفاد العظيم محمَّد ( عليه الصلاة و السلام ) يغوصون في بحر الضياع بعدما خلعوا حلة الحياء و ألهتهم مشاغل هابطة , فغطَّتهم أهداب الضلال وبات الظلم وسادةً ينامون عليها , و افترشوا الهوان من تحتهم و الضياع يكسوهم.
أضاع الأمل ؟!!
أما من مكفكفٍ للدموع الضامرة ؟!!
أما من مضمِّد ٍ للجروح القاتلة ؟!!"
تقطَّع صوت الشمس , و غدت تقترب من الرحيل .
شهيقها بدأ يعلو , و أنينها خرقته سكاكين الألم المدوِّن للرثاء فأكملت جرحها قائلة ً : " فلسطين ... فلسطين الحبيبة باعوها على مائدة المفاوضات ,
وهنت عليهم فتحصّنوا بعروشهم و ركعوا للظالمين .
أما يا قدس ُ كيف تهوني و كيف يهون العرب ؟!! , حاصروا الصامدين الصابرين , و أذاقوهم مرَّ الجوع والقهر و الظلم و الموت , و لكن عقولهم سمت وترفَّعوا إلى عالم ٍ ما من بشرٍ يعيشه سواهم , شربوا العزَّة و أُرضعوا منها بينما تغذَّّت أمّتهم الفساد .
آه ٍ من عالم عذَب الأحباب .
آه ٍ من عالم ٍ سلب أرض الأحرار و تركها وحيدة في ظلمة الليل الحالك ".
توقّف لسان الشمس عن الكلام , فلم تكن لزفراتها المتعبة قدرة على الاستئناف فانقطع صوتها , أمَّا أنا فلم يستطع قلبي الصغير أن يحتمل أنينها المرهق فأنا جزءٌ من أمة ينبغي عليها النهوض .
فجرحها ما هو إلا سكاكين ٌ تخترق صدري و تذيقه مما تعيشه كل لحظة .
دموعي لم تنقطع و هي ترثي حالها و حال الملايين و امتزجت بدم ٍ يحترق شوقاً لفلسطين .
رفعت رأسي فرأيت الشمس تعانق الجبال تاركة ً آخر مشهدٍ لغروب ٍ ليس بالأول و لا بالأخير .
و بينما كانت الشمس تحتضن الجبال من حولها و تسكب جراحها فوق الألم الذي تحمله تلك الجبال , هبَّت الرِّيح قويَّة ً حاملةً صوت ثبات ٍ بعثته حجار الجبل بدوِّيٍّ عظيم هزَّ قلبي قائلاً : " يا شمس لك عودة ٌ رغم الأمل , من قلب أمتك الجريحة نورٌ سيشرق , حالي كحالك و حال من يعيش ألمك و همَّك , و لكنَّ الله خلقني رمزاً للثبات و الأمل , رقيق ٌ رغم الحجارة التي تعتليني , صامدٌ إلى اليوم الذي أعود فيه ساكن الفؤاد .
و الذي بيده بسِّي هباءً منثورا ً... دموعك دموعي , و ألمك ألمي .
نعم , لقد تركوا أرض الرباط وحيدة , و لكنّها أحيت فيهم الكثير و زرعت شعور النهضة في قلوب و عقول الملايين منهم , فالله قدّر لها أن تكون رائدة الثبات و العزِّ و الأمجاد . و أرضاً لا يغيب وميض العزِّ عنها .
كلُّ ألف ٍ ترحل إلى الجنان تولد الآلاف من أفواج الكفاح و حاملي راية النضال .
كلَّ روح ٍ تُزهق منهم تحيي جيلاً في الأمّة , و تمنحه الثبات .
لله درُّ شعبك يا فلسطين !!
تعلمت منه كيف تهبُّ الرِّياح قويَّة ً فأثبت .....
كيف يتركني الخليل و يفارقني الحبيب فلا أبكيه فحسب , بل أبقى الصَّامد الجبَّار , أنتظر عودته , لا يهزُّني سوى الذل و لا يؤلمني سوى ضياع الأهداف و موت الآمال .
و الله إنِّي لأعجب لأمَّة الإسلام !!!
آما آن لها أن تصحو و تبدد الصمت من حولها ؟!!
آما آن لها أن تكسر قيودا ً كبتت أنفاسها ؟!!"
فقاطعته و قلبي يرتجف و تلتهب فيه نار الحبِّ و الحنين للعزَّة : "ألا يا جبل خسئ الظالمون , فمالهم في الأرض إلا الفناء .
فلسطين علَّمتني كيف أكون لله و مع الله و في درب الله أسير , كانت الأمَّ التي تحتضنني حين أذرف الدموع على لقب الشتات الملتصق بهويتي .
يا جبل : عزتك رمز , و النور رمز , و نحن لمن ثبت في أرض النضال تابعون .
بهم نحيا , وبهم تُضمَّد جراحنا .
لا تحزن يا قوي, فالنهضة لن تُنعَى أحلامها بل ستسود أرضنا و إن طال الزمن .
لقد أرهق اليأس قلبي و لم أجد خيارا ً إلا الأمل , فلا تبتئس مني و لا من أمتي القابعة في الظلام ., فمنَّا علي و عمر و صلاح و جيل من المرابطين .
علَّمتني أنَّ الماء ينفجر من قلب الحجر بإرادة الثوار و صمت الحكماء, قرَّبتني من فلسطين التي لن أبكي شوقاً إليها بعد اليوم ∙∙∙
عائدة ٌإليها و إن متُّ قبل أن ألقاها, فدرة العشاق تحيا في قلبي ∙∙∙ ولن تُمسح , و أنَّى لها أن تُمحى وقد حُملت على عاتقي بلقب يناديني (( لاجئ )) و اليوم أعلنها (( عائد )) , فلتسمع يا كون .
ضرب الجبل بثبات ٍ في الأرض والطيور تلقي السلام عليه محلقةً فوق جبهته الصامدة وقال بعزة و شموخ: صدقت يا ابنتي فغزَّة التي علمتنا الكثير تعرفك وتعرف كل من اشتاق إليها وبكى محاولاً أن يلمس ترابها ∙∙∙
كل روح زهقت في سبيل الله لا بُدَّ و أنّها التقت بك وبكل من تمنى أن يكون رفيقها في درب الكفاح ∙∙∙
أهل القدس وغزة وكل بقعة من فلسطين حملوا الرسالة فكانوا الأوفياء ∙∙∙ وأنتِ يا ابنتي أوفي العهد وعيشي بنت الإسلام لتكوني شوكة في حلق الغاصبين ∙∙∙
فكل صبر على الشهوات سكين تخترق صفوف اليهود و تمزقها , وكلّ أمل تجتثينه من رمال الصحراء هو نار فناء ٍ تحرق الغاصبين .
امضي بقوة و لتنظري بالعين ذاتها التي تنظرين بها لقضيتك ......, بعين العودة و العودة فقط ."
أشعل الجبل في قلبي لهيب الأمل , فودَّعته على بساط خواطر تبعثرت هنا و هناك و لسان حالي يقول : " باقية على العهد بإذن الله , و لقاؤنا يوم الفرحة الكبرى "
و بينما سبحت في عالم ٍ تمتزج معالم الأمل و الألم فيه , أرخت رحلي عائدة إلى الواقع الذي أعيشه فافترشت من غطاء العز الذي كسا أهل فلسطين و التقيت في طريقي روح شهيد ٍ ارتقت من غزة معانقة عليين لتأكد لقلبي أن الكرامة ولدت في الأرض التي رحلت من أجلها .

تسلمين يالغلا ع طرحج الكشوووخي ..
كلمااات روووووووعه يالغلا ..
نترقب يديدج ..

ربي يعااافيج ^^

الله يعافيج انتي...
والله انتي اللي كشخة ...
تسلمينلي يااارب ^_*