فكري تلاطم موجه

آن الأوان لغيمة أن تنجلي
ويُزال عني كل هم مسدلِ
فكري تلاطم موجه في كربتي
والقلب من ضرب العواصف مُثقلي
بحري كأن حدوده فتحت لها
آفاق أرض بعد أرض مُدَّ لي
فكأنه لا ينتهي في ساحل
وكأن رجلي لن تدوس بساحلِ
والليل يطبق نابه في قسوة
فوق المشاعرِ ، والمشاعرُ قاتلي
إني شريد في البحار أسيرها
ومقيدٌ والقيد صار مجندلي
وسفينتي قد كُبلت بمكانها
تخشى المسير تجمدت بتململِ
ويحوم حول سفينتي كل الأذى
بركان ماء ثار ثورة مرجلِ
ويلفني بالنار تلفح ما ترى
وتذيب لحمي ثم عظمي ينسلِ
أهوال حرب قد تجمع شرها
في ساحتي والوضع فاق تأملي
لكأنها حرب الحروب بداحسٍ
أو في البسوس وضد جيش مهلهلِ
ونظرت في المرآة نحو ملامحي
شخصاً هزيلاً في حدود سجنجلي
يا دهر كم دمرت من أحلامنا؟
والشوق مني مثل شوق المطفلِ
أيامنا ما مرها من فرحةٍ
هذا نصيبي يا نجاة فحوقلي
البرد يقتل كل شيء طيبٍ
فلتفرشي جفن العيون و زمّلي
وتعاظمت كل الخطوب بخاطري
فتجلدي يا نفس لا تستسلمي
قالت : مخاطرُ في الرحيل ألا ترى؟
لا وقت للوم العقيم فأجلي
أفكار رأسي كلها قد شتت
والفكرة الأبقى لبعض توسلي
هذي أحاسيسي وهذا ديدني
يا نفس أنت أسيرة فتحملي
وذرفت دمعي فوق خدي باكياً
مالي سواك أيا إلهي من ولي
وقصدت وجه الله دون تردد
يا رب فارحم قلب عبد مقبلِ
أنقذ فؤادي من براثن شقوة
تنهال فوق الرأس فوق تحملي
وافرغ عليّ الصبر إني تائب
و أرح فؤادي من صبابة جاهلِ
علّم عبيدك أن يأوب إلى الهدى
حتى يرى ما في الحياة من الحلي
ويصارع الأهوال في إيمانه
ويزيد سطوة قلبه المترهلِ
وأجمعه في جنات خلدك صاحباً
للمصطفى والصحب في الركن العلي
ولأهلنا والسامعين وأهلهم
فرش من الديباج فوق المُخملِ

من تاليف:

محمد العلي
16/11/2009